من أجل تنمية أعمالكم التجارية ، إدارتكم الفعالة للديون قد تكون عنصراً أساسياً في النجاح. يفخر بعض أصحاب المؤسسات الصغيرة بأنهم لم يتحملوا عبء الدين ولكن تلك ليست طريقة واقعية للأمور. فغالباً ما يتطلب نمو الشركة رأسمال وفير ويعنى الحصول على هذا المال البحث عن قروض مصرفية أو تسهيلات ائتمانية دورية أو الشراء مقابل تسهيلات أو أي شكل آخر من وسائل التمويل المختلفة.

والسؤال الذي يتداوله الكثيرون من أصحاب المؤسسات الصغيرة هو: ما مبلغ الدين الذي يعتبر مفرطاً؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في التحليل الدقيق للتدفق النقدي والاحتياجات الخاصة لشركتكم وقطاعكم. وستساعدكم الإرشادات أدناه على تحليل ما إذا كان طلب الدين مناسباً لشركتكم أم لا.

 


 

ادرسوا الأسباب التي تدفعكم إلى اقتراض المال
هناك حالات عدة يكون فيها أخذ الدين منطقياً. وغالباً ما يكون الدين مفيداً بالنسبة إلى تحسين أو حماية التدفق النقدي، أو لأنكم تحتاجون إلى تمويل النمو أو التوسع. في هذه الحالات، تكلفة الدين قد تكون أقل من تكلفة تمويل تلك الخطوات بواسطة الإيرادات الجارية. من الأسباب الشائعة التي تحدوكم إلى طلب القروض نجد التالي:

 

رأس المال العامل – عندما تنوون زيادة القوة العاملة في شركتكم أو تعزيز مخزونكم.
التوسع في أسواق جديدة – عندما تدخل الشركات أسواق جديدة غالباً ما تواجه دورة زمنية أطول لتحصيل مستحقاتها أو تضطر إلى تقديم شروط أيسر للعملاء الجدد، وهنا قد تساعد الأموال المقترضة على التخفيف من وطأة هذه الفترة.
القيام بمشتريات ضخمة – قد تحتاجون إلى المال لشراء تجهيزات جديدة كي تتمكنوا من الدخول بشركتكم إلى أسواق جديدة أو توسيع معدل إنتاجكم.
تحسين التدفق النقدي – إذا تبقى أقل من عشر سنوات على تسديد قرض طويل الأجل، فمن شأن إعادة التمويل أن تحسّن التدفق النقدي.
بناء تاريخ أو علاقة للتسهيلات ائتمانية مع الجهة المقرضة – إن كنتم لم تقترضوا قطّ فاقتراض مبلغ من المال قد يساعد على تطوير تاريخ إيجابي من التسديد وأيضاً على نيل التمويل مستقبلاً.

خططوا بفعالية
قبل الشروع في طلب القرض أو أي شكل من أشكال التمويل المقترض، يجب أن تخصصوا الوقت للتخطيط لاحتياجاتكم بالنسبة إلى رأس المال. إنّ أسوأ وقت لأخذ أي نوع من الديون هو خلال حدوث الكوارث. فالخسارة المفاجئة للتسهيلات التجارية، أو عدم القدرة على دفع الرواتب أو أي طارئ آخر قد يرغمكم على طلب دين فوري وفي هذه الحالة قد تكون شروطه مجحفة. ستساعدكم الخطة على توقع المتطلبات النقدية وتتيح لكم تحديد ما تحتاجون إليه ومتى ستحتاجون إليه. سيمنحكم ذلك الوقت الإضافي للبحث المستفيض في مصادر التمويل المتاحة والتفاوض من أجل الحصول على أفضل الشروط. تتكون خطة رأس المال من مراجعة شاملة لميزانيتكم وذلك لمساعدتكم على تحليل التدفق النقدي والأصول والخصوم. ستحتاجون أيضاً إلى وضع كشف حساب أولي وهو عبارة عن ميزانية متوقعة لفترة مقبلة تتراوح بين عام و3 أعوام.

قارنوا بين الديون قصيرة الأجل والديون طويلة الأجل
مثلما عليكم التأكد من طلب القرض للأسباب الصحيحة فيجب التأكد أيضاً من حصولكم على نوع القرض الصحيح. على سبيل المثال، نيل قرض قصير الأجل مع أن الحاجة تدعو إلى قرض طويل الأجل قد يتسبب بمشاكل مالية سريعاً لأنكم قد تكونون مرغمين على القيام بإجراءات كنتم بغنى عنها (مثل بيع قطعة من الأرض تملكها الشركة) من أجل الوفاء بالالتزامات.

بصفة عامة، استعينوا بالقروض قصيرة الأجل للاحتياجات قصيرة الأجل. فهذا سوف يساعدكم على تجنب الفوائد المرتفعة والشروط المقيّدة التي تفرض مع القروض طويلة الأجل. على سبيل المثال، إذا واجهتم ارتفاعاً سريعاً في المبيعات كما يحصل عند زيادة الطلب الموسمي، يمكنكم البحث عن قرض قصير الأجل. أما إذا استمر النمو على فترة طويلة فابحثوا عن الاختيارات طويلة الأجل مثل التسهيلات الائتمانية القائمة على المبيعات أو الواردات أو نسب المخزون. لن يكون لشروط الدين تأثير على نسبة الدين في شركتكم ولكن، سوف تلاحظون تغيرات في مؤشرات السيولة مثل معدلكم الحالي، حيث أن المطلوبات الجارية تتضمن فقط الدين الذي يجب تسديده خلال عام واحد وليس الدين الذي يجب تسديده في تاريخ لاحق. إذن سيكون للقروض طويلة الأجل تأثير إيجابي على معدلات السيولة.
تركيز الديون الجديدة على الاحتياجات الحالية
عندما تكون معدّلات الفوائد منخفضة وحين تكون تكلفة الاقتراض منخفضة قد تتشجعون على طلب قروض لشراء معدات أو للقيام بمشتريات ضخمة. إذا كانت حال شركتكم هكذا، فتأكدوا من أن يعتمد قراركم فقط على احتياجاتكم. فاحتمال ارتفاع نسب الفوائد ليس منطقاً يبرر صرف المال على أشياء لا تحتاجون إليها. على سبيل المثال، إذا كانت مؤسستكم تحتاج إلى أجهزة كمبيوتر إضافية، فمن المجدي الحصول على قرض لشرائها. ولكن شراء أجهزة كمبيوتر إضافية الآن لأن سعرها سيرتفع في العام المقبل ليس مبرراً منطقياً. وقد ينتهي بكم الأمر إلى اقتناء أجهزة لا تحتاجون إليها وتحمل ديون عليكم تسديدها في جميع الأحوال.
www.riyadbank.smetoolkit.org